إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من اقوال صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد حفظ الله

تقليص
X
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من اقوال صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد حفظ الله



    النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه في افـتـتـاح دور الانعـقاد الـثاني من الفصل الـتـشريعي الحادي عشر لمجلس الأمة يوم الاثنين الـمـوافـق 30 أكتوبر 2006 م


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين. على بركة الله تعالى و توفيقه نفتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الحادي عشر لمجلس الأمة .

    إخواني ،،،

    قال الله تعالى في كتابه العزيز :

    " و قل اعملوا فسوف يرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون "
    صدق الله العظيم




    أن من أهم أسس العمل البرلماني الالتزام بما ورد في الدستور من مبادئ و على رأسها مبدأ الفصل بين السلطات مع تعاونها ، و هو واجب وطني دستوري ، لأنه الأساس لأي عمل مؤسسي ناجح ،و لذلك فإن أعضاء السلطتين مطالبين بتحويل أمنيات التعاون الى واقع ملموس ، و أسلوب عملي فعلي من خلال الاتفاق على أولويات وطنية محددة للقضايا الأساسية التي نحن بحاجة الى إنجازها خلال دور الانعقاد الحالي ، سواءً في مجال الأمن أو التخطيط و التنمية أو غيرها من القضايا الهامة التي تشغل بال المواطن .

    إن التعـــاون الذي ننشده هو التعـاون الذي يقوم على الحـوار الديمقراطي ، و النـقد البنـاء ، و حسن الظن، و صدق القول ، و العمل لبــــلوغ الرأي الأصوب و الغــــاية المثلى لمصلحة هذا الوطن في الحـاضر و المـستقبل، و هو لا يعني عدم وجود اختلاف في الرأي ، و لكن اختلاف المجتهدين للبحث عن الحقيقة تتعدد فيه الاجتهادات و تتباين فيه المواقف بحوار يتسم بالموضوعية و التجرد ، يترفع عن النوازع الشخصية و المصالح الفردية ، و يغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، فترسخ به و من خلاله ثقة المواطن في النظام الدستوري الذي ارتضيناه منهج حكم و أسلوب حياة ، و نكون فيه شركاء في تحمل المسئولية الوطنية .

    الأخ الرئيس ،،،
    إخواني ،،،

    إن ثروة الكويت الحقيقية في أبنائها ، و هي ثروة لا تعادلها أي ثروة ، فهم عماد المستقبل و أمل الوطن ، و على سواعدهم تبنى الإنجازات و تحقق الطموحات ، و عليهم أن يتسلحوا بسلاح العلم الحديث في عصر الثورة المعلوماتية ، الذي تتسابق فيه الأمم لتأخذ لها مكاناً في مسيرة التقدم . و لذلك فلا بد أن يكون لنا نصيباً من هذا التطور من خلا ل نقلة نوعية في نظامنا التعليمي .

    و قد آن الأوان لـعــقــد مـؤتـمــر وطـنـي يـسـاهم فـيــه المـعــنـيــون و المختصون لوضع الأسس العلمية المناسبة لتطوير التعليم، و الاستفادة من تجارب العالم المتقدم ، و خبراته بما يتوافق مع احتياجاتنا الوطنية لبناء جيل من أبناء الكويت محب للوطن ، مبدع في عمله ، قادر على بناء مستقبله ، مؤمن بعمله ، متمسك بثوابت أمته .

    الأخ الرئيس ،،،
    إخواني ،،،
    لـقـد حــبــانـا الله تـعـالـى بـخيـره و أفــاء عـلـيـنـا بـفـضـلـه ، فـوجـب عــلـيـنـا شـكـره قـولاً و عملاً بأن نحافظ على أمن وطننا و وحدته، و أن نستثمر مواردنا المـــالية فيما يعود على أبنــــــــــاء هذا الوطن بالخير و الرفاه حاضراً و مستقبلاً .

    و إنني أهيب بالسلطتين التشريعية و التنفيذية أن تكون أولى ثمار التعاون بينهما تحديد لأهم الأولويات ، و وضع الضوابط و الإجراءات المناسبة لكيفية استخدام تلك الموارد المالية في تطوير و تحسين مرافق الأمن و التعليم و الصحة و التنمية و الخدمات العامة ، لتحقيق كل ما من شأنه مصلحة لهذا الوطن .

    إن التخطيط و التنمية هما في طليعة أولوياتنا الوطنية التي يجب الاتفاق عليها و العمل على إنجازها ، فالتخطيط و التنمية هما ضرورة حياة و أساس بناء و ضمان مستقبل لأبنائنا و أحفادنا و أجيالنا القادمة ، و إن ما نتطلع إليه من تخطيط و تنمية لا بد أن يكون محورهما الإنسان الكويتي ، و هدفهما خيره و سعــــادته ، و أدوات تحقيقهمـــــا عملــــــــه و جهــــــده و نشــــاطه و علمه و مبادراته مع تسامحه و انفتاحه .

    إخواني ،،،

    إن الكويت هي وطننا الخالد، و مهمة الحفاظ على أمنها و استقرارها و رخاءها مهمة تاريخية، قام بها الأجداد، و نحن اليوم نتحمل المسئولية عنها ، فهي الوجود الثابت لنا ، نضع مصلحتها فوق أي مصلحة ، نجسد من خلالها وحدتنا الوطنية التي جمعت أهل الكويت في أحلك الظروف في صف واحد كأنهم بنيان مرصوص ، فالكويت ليست لفئة دون أخرى ، و لا لطائفة دون غيرها ، إنها للجميع ، عزتنا من عزتها ، و بقاءنا من بقائها ، مرفوعة رؤوسنا بالانتماء إليها أبناء مخلصين لها بعمل يبني و جهد يثري و دماً يفدى ، ندرك جميعاً عظم المسئولية و أهمية حمايتها من خلال الإيمان بالنظام الديمقراطي ، و نبذ الممارسات التي تقود الى التفرقة و التفكك ، و الترفع عن التحزب و التعصب ، و التزام الحكمة و تغليب المصلحة العامة ، فذلك كله سياجاً حصيناً لأمن و استقرار هذا الوطن .

    و أود بهذا الصدد أن أعرب عن اعتزازنا بصحافتنا المحلية ، و تطلعنا الدائم الى استمرار مواصلة رسالتها الإعلامية بكل تفان و مسئولية و ضرورة انتهاج أسلوب النقد البناء ، و الطرح العقلاني للقضايا التي تهم الوطن و المواطنين ، دونما إثارة أو تأجيج أو تجريح ، مع مراعاة المصلحة العليا للوطن ، و وضعها فوق كل اعتبار.

    إخواني ،،،
    إن القوانين لم تشرع عبثاً ، و إنما شرعت لتحترم ، و ما وضعت الجزاءات على مخالفتها إلا لتطبق ، و إن كل منا مسئول عن ذلك في بيته و في عمله و في وطنه . فالقوانين وضعت لبيان الحقوق و الواجبات و تحقيق الصالح العام .

    و سيادة القانون تعني المساواة بين الناس و تطبيق أحكامه على الجميع ، فعلينا ترسيخ هذا المبدأ ، و علينا أن نغرس الالتزام بالقانون و احترامه في النفوس ، و أن يكون مشرّعوا القوانين و منفذيها قدوة حسنة في الالتزام بأحكامها ، فبهذا نستطيع أن نحارب الفساد و الانحراف و التجاوز على مقدرات الوطن و ثوابت المجتمع .

    إخواني ،،،

    إن الأوضاع الدولية بشكل عام و أوضاع عالمنا العربي و منطقتنا الخليجية بشكل خاص تمر بتطورات و مستجدات في غــــاية التعقيــــــد ، تتطلب أن نكون إزاءها من الثبات بحيث لا تجرفنا ، و من المرونة بحيث لا تتجاوزنا ، فأعمال العنف و القتل و الإرهاب تحصد العديد من الأبرياء و تروع الآمنين ، و الحروب التي تشن على شعوب مسالمة تحمل معها الدمار و الهلاك ، و نحن بحاجة الى تقويـة التعاون الفعال مع الدول الشقيقة و الصديقة لما فيه مصلحة دولنا ، و تحقيق الأمن و السلام في العالم .

    إخواني ،،،

    إنكم تتفقون معي على أن أمن الكويت و استقرارها و رخاءها هو مسئوليتنا جميعاً ، و أن الحفاظ على الوحدة الوطنية هو الهدف الأسمى لأبناء هذا الوطن ، و أن تنمية الثروات البشرية و المادية مطلب نسعى الى تحقيقه لرفــــــــاه شعبنا ، و أن لدينا جميعاً الرغبة الصــــــادقة في تحقيق ذلك كله ، و نملك الأدوات اللازمة لذلك و لا ينقصنا سوى أن نحسن الظن ببعضنا البعض ، و أن نعمل متعاونين يداً واحدة على تحقيق هذه الغايات السامية .

    فسيروا على بركة الله إخواناً متحابين عاملين لمصلحة بلدكم و شعبكم .



    و الســــلام عليكم و رحمة الله و بركــــاته .


    كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1427 للهجرة


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

    نحمد الله دائماً و أبداً ، و نتضرع إليه بالدعاء في هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل ، أن يتقبل صيامنا و قيامنا و دعاءنا ، و أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً و سائر بلاد المسلمين .

    أهلي و أبناء وطني ،،،

    نتذكر في هذا الشهر المبـــارك سُنة أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه – في التحدث الى أبناء وطنه حديث الأب الى أبنائه ، و القائد الى شعب أحبه ، يتواصل معهم و يشاطرهم همومهم و آمالـــهم و أمنياتهم ، و يبث إليهم ما يجول في خاطره من تطلعــــات و طموحات ، حديث نلتمس فيه الحكمة و الحنكة و بعد النظر .

    و نحن على هذا النهج في التحدث الى أبناء وطننا سائرون إن شاء الله .

    إخواني ،،،

    شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للنـــاس و بينـــات من الهدى و الفرقــــان ، العمل فيه عبادة ، و العبادة فيه أمل و رجاء لخير الجزاء ، تتواصل فيه الأرحام بين الناس و يسود النفوس صفــــــــاء الإيمان و تلاوة القرآن ، و تدبر معــــانيه و التبصر بما يحويه من إرشــــــادات و دلالات ، فهو منهــــج عمل و منارة نهتدي به صراطاً في الحياة مستقيماً .

    قال الله تعالى في كتابه الكريم : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " ، و قال رسولنا الكريم : " القرآن هو النور المبين و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم " .

    فما أحوجنا أن نـستـظل بهدي القرآن ، و أن نـستـرشد بـمـا في آيـــــــاته من حث عـلـى العــــمل النافع ، و العلم الواسع و التسامح و التآلف و التراحم بين أبناء الوطن الواحد ، لنكون كما أراد لنا الرحمن عباد الله إخوانا ، شاكرين له سبحانه و تعالى ما أنعم به علينـــــا من إيمــــان في قلوبنا ، و خير في أرضنا ، و مودة جمعت بيننا ، لتكون هذه الدار دار أمن و أمان ، معتزة بوحدتها الوطنية التي هي معدن وجودنا و تاريخ أسلافنا و امتداد أجيالنا ، نفخر أننا على حبها متفقون و لعهدها راعون .

    و علينا أمانة المحافظة عليها و صونها من كل عابث ، و إحاطتها بسياج منيع من أبنائها ، يجمع بينهم العدل و الإنصاف و المحبة و المساواة ، فأمن هذا الوطن و استقراره و تقدمه و ازدهاره مسئوليات جسام ، واجبنا أن نتعاون جميعها لتحقيقها و المحافظة عليها .

    فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .

    إخواني ،،،

    إن أغلى ثرواتنا هم أبناؤنا ، و أفضل استثماراتنا الاستثمار في تنمية قدراتهم و مهاراتهم ، فهم محور أي تنمية و غايتها و وسيلتها ، و التنمية الحقة هي التي تتخذ من الإنسان محوراً و من العلم سبيلاً و من الإخلاص دافعاً ، و أكبر أمنياتي و تطلعاتي بناء الإنسان الكويتي و تنمية قدراته ، ليكون قادراً على بناء و تنمية وطنه.

    لقد آن الأوان لتقوم مؤسساتنا التعليمية بتطوير نظامنا التعليمي ليتماشى مع متطلبات هذا العصر و أملنا كبير في أن تتحول الطاقات الشابة التي يزخر بها المجتمع الكويتي الى طاقات إنجاز و تحد حضاري ، تستفيد من البحث و التحصيل العلمـــي ، لبـناء الغد بعقول مبدعــــة قادرة على العطـــــاء ، مؤمنة أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض ، و مسخرة علمها و قدراتها لخير هذا الوطن و أبنائه ، في ظل وطن عزيز الأركان ، شامخ البنيان ، فعليه بالعمل و نفتديه بكل غال و نفيس .

    إخواني ،،،

    نحن نتطلع جميعاً الى وطن متقدم في كافة المجــــــالات ، يعيش فيه الفــــــرد عيشة حــــرة كريمة ، تحكمهـــــا الأنظمة و القوانين التي تكفل حياة الفرد ، و تحفظ حقوقه و ترشده الى واجباته و مسئوليــــاته .

    إن تلك القوانين و الأنظمة وضعت لتحقيق هذه الغــــــاية ، و لضمان حياة كريمة لكل فرد في المجتمع ، و إذا أهملت هذه القوانين ستصبح الحيــــــاة فوضى مفككة ، و ستنعدم الثقة لدى أفراد المجتمع ، و سيفقد القانون هيبته و سلطته .

    و نحن في هذا الوطن نعمل جاهدين على تربية النشء منذ الصغر على احترام القانون و التمسك به ، و على نشر معاني الحرية و المساواة و المواطنة الصحيحة ، و تأدية الواجبات و الإخلاص في العمل ، و ذلك كله من أجل أن تكون حياتهم أكثر سعادة و رقياً من حياتنا ، و هو أمر لا تنفرد فيه المؤسسات الرسمية و إنما يشترك فيه البيت و المدرسة و المجتمع .

    إخواني ،،،

    إن العمل هو الحياة ، و هو الواجب الوطني الذي يقوم به كل فرد منا تجاه الكويت ، و على كل واحد منا و هو يقوم بهذا الواجب أن يراعي الله في عمله و أداء واجبه بأمانة و إخلاص ، و ذلك من أجل الكويت ، الوطن الذي أعطاه الكثير و لا يطلب منه سوى الإخلاص و الوفاء و الولاء له .

    لقد رزقنا الله سبحانه و تعالى بلداً طيباً ، و رزقاً وفيراً ، و أفاء علينا من نعمه العديدة ، و علينا أن نحسن استغلالها تحسباً للقادم من الأيام ، و تحقيقاً لمستقبل أفضل لأجيالنا القادمة ، فلنتوجه إليه سبحانه و تعالى بالحمد و الشكر امتثالاً لقوله تعالى :

    " فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً ، و اشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون "
    صدق الله العظيم


    أهلي و أبناء وطني ،،،

    إن الكويت هي الوطن و الوجود و البقاء و الاستمـــــرار ، و علينا أن نكرس حياتنا من أجلها ، و أن نكون قلباً واحداً في السراء و الضراء ، و أن نكون قلباً واحداً في السراء و الضراء ، و أن نحميها و نصونها ، و أن لا نجعل المنافع الذاتية و المصــــــالح الشخصية تملأ تفكيرنــــا و تسيطر على عقولنا ، و أن تغمر نفوسنا المحبة و التآلف ، و أن نحسن الظن ببعضنا البعض ، فديننا الإسلامي الحنيف دين وسطية و محبة و تآخي و تسامح ، يحث على احترام الرأي ، و سماع الرأي الآخر من أجل تلاقيهمـــا لصالح خدمة الوطن و الشعب ، فكلنا على مختلف مسئولياتنا و أعمـــــالنا أبنـــاء وطن واحد ، أبناء الكويت التي نعمل من أجلها .

    و إنني لأدعو الله جلت قدرته في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم ، أن يوفقنا و يسدد خطانا و يقوي أواصر المودة و المحبة بيننا ، و يجعل قلوبنا مليئة بالخير و المحبة للجميع .

    اللهم تقبل صيامنا و قيامنا و دعاءنا و اغفر لنا و لوالدينا و للمؤمنين يوم يقوم الحساب .



    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .





    النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر لمجلس الأمة


    بسم الله الرحمن الرحيم


    " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ، إن الله خبير بما تعملون "
    صدق الله العظيم




    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    الحمد لله رب العالمين و على صراط كتابه و سنة رسوله صلوات الله و سلامه عليه ، و لرفعة الكويت و عزتها و خدمة شعبها ، و بعون من الله و توفيقه ، وعلى بصيرة هدايته ، نفتتح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر لمجلس الأمة .

    و بفضل منه جل جلاله ، تتوالى جهودنا من أجل الكويت و غايتنا الأولى هي الحفاظ على وطننا حراً مستقلاً عزيزاً آمناً كما وصلت إلينا الأمانة من الأولين ، و كما نريدها لأبنائنا من بعدنا غالية مصانة .

    لقد اختاركم شعب الكويت بوحي من إرادته الحرة ، فهنيئاً لكم فوزكم و ثقة المواطنين بكم ، و نحمده تعالى على نعمه في أن جعلنا أقوياء بإسلامنا الحنيف ، و بمواريثنا الفاضلة ، و ثوابتنا المبدئية ، و وحدتنا الوطنية الجامعة ، و خيارنا الديمقراطي المتجذر في أعماقنا ، و دستورنا الحكم الفيصل فيما نتفق عليه و نختلف .

    إن في حياة الشعوب تجارب و مفارق ، مساراتها تاريخية ، و هي تفرض علينا المراجعة الشاملة لرؤانا و أفكارنا و أعمالنا و رسم خارطة عصرية لواقعنا و موقعنا في مدار العالمية الجديدة.

    إخواني و أبنائي

    لقد مضى الكثير من الوقت الثمين في مساجلات و حوارات ، استنزفت من الجهد ما كان ينبغي توجيهه الى ما هو أكثر أهمية و نفعاً للمصلحة العامة ، حيث أنه لم يعد لدينا عذر من حسن استثمار الزمن و سرعة الانتقال الى مرحلة جديدة من العمل الجاد و التعاون المسئول و الانجاز المتكامل ، الجميع فيها شركاء ، غايتنـــــا العمل على إضافة صفحات جديدة من المنجزات و المكتسبات في سجل مسيرة الكويت عبر تاريخها المجيد .

    إخواني و أبنائي

    إننا في هذا البلد الطيب ننعم بسجل زاخر بالكفاح و العطاء و الإبداع ، سطره الأولون بحروف من نور ، كما نتمتع بأجواء طيبة من الحرية و الديمقراطية و الاستقرار ، و قد تفضل الله علينا بخصوصية منفــــردة نادرة ، و هي علاقة الأخوة و المودة و الثقة الخـــالصة بين الشعب و قيادته ، و التي تجلت في أحلك الظروف و أقساها ، كما حبانا المولى الكريم فيضاً من خيره و فضله ، و إن التاريخ لن يرحمنا إن قصرنا أو تقاعسنا في بناء وطننا و الارتقاء به إلى المكانة المرموقة.

    إخواني و أبنائي

    إن الكويت هي الأم ، و هي المهد ، و هي اللحد ، هي الأرض التي نعيش عليها ، و نعمل من أجلها ، و ندفن في ثراها ، ليس لنا وجود إلا بوجودها ، و لا عز إلا بعزها ، هي الإرث الذي انحدر إلينا من الآباء و الأجداد ، و الذي علينا أن نحافظ عليه ، و نضحي من أجله بأرواحنا .

    و أوصيكم بأن تتذكروا يوماً بأن الكويت إرادة شعب آمن بربه ، و قاسى شظف الحياة على رمال الصحراء و بين أمواج البحر ، شعب شريف النفس كريم الخلق نظيف اليد عف اللسان .

    و اذكروا أن الكويت بسمة على شفاه الأبناء ، و أمل في صدور الشباب ، و دعـــاء خالص تلهج به قلوب الآباء و الأمهات فاحفظوا البسمة و الأمل بالحكمة و العمل الجاد و التعاون الصادق من أجل مصلحة الكويت ، لتستمر مسيرة الخير لشعب أحب الخير و عاش به .

    " ربنا عليك توكلنا و إليك أنبنا و إليك المصير "
    صدق الله العظيم


    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،،،،



    كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صبـاح الأحمـد الجابـر الصبـاح حفظه الله ورعاه أمام مجموعة من رجال الأعمال في جمهورية باكستان الإسلامية يوم الثلاثاء الموافق 20 يونيو 2006


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخوة الحضور ،،،،
    يسرني أن ألتقي معكم هذا اليوم على أرض جمهورية باكستان الإسلامية . هذا البلد الصديق الذي تربطنا به روابط الدين والأخوة والصداقة المخلصة .

    وباسمي وباسم الوفد المرافق لي أود أن أنتهز هذه المناسبة لتقديم جزيل الشكر والتقدير لفخامة الرئيس وحكومة وشعب باكستان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة .

    الحضور الكريم ،،،
    إن لقاءنا هذا والذي يجمع نخبة من رجال الأعمال في باكستان والكويت ، والذين هم يتصدرون الطليعة في مجالات ونشاطات اقتصادية متعددة ، يمثل رافداً هاماً من روافد التعاون بين شعبينا .

    كما يمثل هذا اللقاء امتداداً طبيعيا للعلاقة المتجددة دائما بين باكستان والكويت على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي .

    أيها الأخوة ،،،
    لا يخفي عليكم التقارب والانفتاح الذي يشهده عالمنا خاصة في المجال الاقتصادي ، حيث ساهمت التطورات في المواصلات وتقنية الاتصالات في مد جسور التقارب وتبادل المصالح بين شعوب العالم .

    وأصبحت القضايا الاقتصادية تحتل مكان الصدارة والاهتمام عند الدول ، وبدأت الدول بمختلف نظمها السياسية تبني برامج الإصلاح الاقتصادي التي تعمل على تعزيز دور القطاع الخاص وإطلاق قدراته وإبداعاته بعيداً عن القيود الحكومية وعلى دعوة الاستثمار الأجنبي للمساهمة بإمكانيته المالية والتقنية في الاقتصاد الوطني.

    الحضور الكريم ،،،
    نتابع ويتابع العالم بإعجاب وتقدير السياسات والتشريعات الاقتصادية الأخيرة لجمهوريـة باكستـان الإسلاميـة ، والتي تهدف إلى الانفتاح الاقتصادي ، وإشراك القطاع الخاص المحلي والأجنبي في النشاطات الاقتصادية .

    وقد واكب هذا الإعجاب والتقدير استجابة سريعة من القطاع الخاص الكويتي للاستثمار في نشاطات اقتصادية عديدة في باكستان .

    وقد شهدتم أمس واليوم الإعلان عن العديد من الاتفاقيات الاستثمارية بين القطاع الخاص الكويتي والقطاع العام والخاص الباكستاني ، ونأمل أن نرى المزيد من هذه الشراكة في القريب العاجل .

    الأخوة والأخوات ،،،
    لاشك أن الغاية من الاستثمار هو تحقيق الربح والعائد المالي ، إلا أنه يجب ألا يغيب عن بالنا في أن تكون غايتكم أيضا هو خلق فرص العمل لمواطنينا وتوفير العيش الكريم لأبناء شعوبنا ، وأن تكون المصلحة الاقتصادية قائمة على أسس التبادل والتعاون والثقـة والنظرة طويلة الأجل .

    إن القواسم المشتركة بين بلدينا تمثل أرضية صلبة لتطور العلاقات الاقتصادية بيننا ، وعليكم كرجال أعمال الانطلاق من هذه العلاقات المتميزة لتحقيق تطلعاتنا لمستقبل زاهر ينعم الإنسان في دولنا بالعيش الرغيد والأمن والاستقرار .

    وفي ختام كلمتي أتمنى للقاءكم النجاح والتوفيق ، وأن تكون ثمار اجتماعاتكم ولقاءكم لبنة جديدة تضاف للعلاقات المتميزة بين باكستان والكويت .



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،





    كلمــــة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه خلال مأدبة العشاء التي أقامها فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الاسلامية على شرف سموه
    فخامــة الرئيــس برويــز مشــرف
    رئيس جمهورية باكستان الاسلامية الصديقة
    أصحــــاب المعالــــي
    الضيــــوف الأعــــزاء

    يطيب لي ، وأعضاء الوفد المرافق لنا أن نكون معكم هذه الأمسية الجميلة ، ونحن في زيارتنا لبلدكم الصديق .

    ويسرني أن اعبر عن تقديري لكم يا فخامة الرئيس ولأعضاء حكومتكم وللشعب الباكستاني الصديق على حفاوة الاستقبال ، وكرم الضيافة والتي تعبر عن تراث ، وأصالة ، وكرم شعبكم ، هذا الشعب الذي تربطه بإخوتهم شعب الكويت أوثق الروابط التاريخية وأمتنها .

    كما يسرني أن اشكر فخامتكم للكلمات المعبرة التي تفضلتم بها ، ولهذه المأدبة العامرة التي يسودها أجواء من المحبة المتبادلة .

    فخامة الرئيس
    تأتي زيارتنا هذه لبلدكم الصديق ، تقديرا منا لعمق العلاقات ومتانتها بين بلدينا ، هذه العلاقات التي تزداد رسوخا على الدوام ، يدعمها في ذلك ويؤصلها موقف وأهداف مشتركة لبلدينا في القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية ، كما ننطلق معا من إرادة مشتركة ، ويقين أن نبني على هذه الأرضية الصلبة من العلاقات الثنائية وأن نحقق زيادة في التبادل التجاري والاقتصادي والاستثمـاري ، ونستفيد من الخبرات المتراكمة والإمكانيات البشرية والتقنية بما يدفع مسيرة التنمية في بلدينا ، ونزيد من مصالحنا المشتركة .

    وانه ليسرنا أن نسجل بإرتياح ما شهده اقتصاد باكستان مؤخراً من نمو جاء على إثر مجموعة من القوانين والإجراءات الجاذبة للاستثمار ، وسياسات الإصلاح الاقتصادي ، والسير في طريق الخصخصة لبعض المشاريع الحيوية .

    فخامة الرئيس
    إننا في الكويت لا نستطيع إلا أن نتذكر وباعتزاز وقفة باكستان وشعبها الصديق خلال محنة الغزو العراقي الغاشم للكويت . هذه الوقفة التي لم تقتصر فقط على المساهمة مع الدول الاسلامية والصديقة في رد العدوان ، إنما استمر بعد ذلك في جهد دؤوب لإلزام العراق بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وخصوصا خلال عضويتكم في مجلس الأمن في تلك الفترة .

    إننا إذ نسجل ارتياحنا لما وصلت إليه العلاقات بين بلدينا من تطور ، لكننا نتطلع الى الولوج الى آفاق جديدة من العلاقات تأخذ في الاعتبار المتغيرات والفرص الاستثمارية المتاحة حاليا في بلدينا ، وإننا نأمل أن تؤدي هذه الزيارة الى نتائج يستفيد منها شعبينا .

    إننا في الكويت نقدر الدور الذي تقوم به الجالية الباكستانية في الكويت في مجالات عديدة من أوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي والحرفي ، وان هذا التواجد يمثل احد شرايين ربط المصالح المشتركة وتبادل المنافع بين بلدينا .

    كما إننا نقدر الدور الهام الذي تلعبه باكستان تجاه القضايا المصيرية في عالمنا الإسلامي ، والنزاعات الإقليمية الأخرى . هذه القضايا التي يجب أن تكون مرجعيتنا فيها قرارات الشرعية الدولية وضرورة احترامها .

    كما أن هناك تحديات وأخطار أخرى تواجهنا تهدد استقرار وأمن المنطقة ، تتطلب منا مواصلة التنسيق والتشاور ومضاعفة الجهد لمواجهتها والتصدي لها .

    إن الواجب يدعونا الى التأكيد دائما على مبدأ حل المنازعات ، أينما وجدت بالطرق السلمية والابتعاد عن استخدام القوة او التهديد بهـا .

    إننا نتطلع الى مزيد من العمل المشترك في المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق الأهداف التي نؤمن بها معا لتحقيق عالم يسوده الأمن والاستقرار ، وتتحقق فيه تنمية مستدامة .

    اسمحوا لي مرة اخرى أن أشكركم يا فخامة الرئيس على كرم الضيافة، وأتطلع وأعضاء وفدي الى أن تحقق زيارتنا هذه كل ما نصبوا إليه معا من نتائج تعود بالنفع المتبادل على شعبينا .



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،



    كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صبـاح الأحمـد الجابـر الصبـاح حفظه الله ورعاه أمام إتحاد غرفة التجارة والصناعة الهندية يوم الجمعة الموافق 16 يونيو 2006.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخوة والأخوات الكرام ،،،
    أود بداية أن أعبر عن غبطتي وسروري لوجودي في جمهورية الهند ، هذا البلد العظيم الذي تربطنا به علاقات تاريخيـة وثيقـة ، وأن أتقدم بالشكر الجزيل على حسن الاستقبال والحفاوة .

    الحضور الكريم ،،،
    إن الروابط العميقة التي ترسخت بين بلدينـا عبر السنين ، كان لكم كرجال أعمال دوراً أساسياً في بناء هذه العلاقـة .

    فلقد ترسخت هـذه العلاقـات بين بلدينـا وشعبينـا الشقيقين رغم المسافات والظروف الصعبة فيما مضى وصعوبـة الاتصـال والمواصلات وتباين اللغات لتصبح نموذجـاً يحتـذي به لتوافق وتعايش الحضارات .

    الأخوة والأخوات ،،،
    إن لقاءكم المبارك هذا اليوم ما هو إلا امتداد لهذه الروابط والعلاقات التاريخية التي أسسها الآباء والأجداد ، وأن دوركم هو العمل على تطوير وتوثيق هذه العلاقات خاصة مع ما تشهده دولنا من تطور وانفتاح في ظل المناخ الاقتصادي العالمـي الـذي يقـوم على أسس الانفتاح الاقتصادي وتبادل المصالح بين الدول .

    الحضور الكريم ،،،
    إن العلاقات الاقتصادية التي نسعـى لها كدول ، هي تلك العلاقات التي تخلق فرص العمل لمواطنينا وتوفـر العيش الكريم لأبناء شعوبنا. وأن تكون المصالح الاقتصادية المتبادلة التي نصبوا إليها هي التي تقـوم على أسس الثقة المتبادلة والمعاملة بالمثل والنظرة طويلة الأجل .

    وفي الختام أتمنى للقاءكـم التوفيـق والسـداد ، وأن تكـون ثمار لقاءكم لبنة جديدة تضاف للعلاقات المتميزة بين الهند والكويت .



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،



    الكلمة الافتتاحية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه خلال جلسة المحادثات الرسمية مع الجانب الهندي


    يسرني والوفد المرافق لنا أن نلتقي معكم والوفد المرافق لكم في جلسة المباحثات الرسمية بين جانبينا ، والتي نستهدف خلالها استعراض وتقييم واقع علاقاتنا الثنائية ، والبحث في سبل تعزيزها واستكشاف مجالات جديدة للتعاون المشترك تنطلق من المتغيرات الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها الهند ، كما تشهدها الكويت والتي يجب أن تمثل بالنسبة لنا معا فرصة سانحة للاستفادة المشتركة لبلدينا .

    إننا في هذه الجلسة الأخوية التي تجمعنا للتباحث في طبيعة علاقاتنا الثنائية ، وآفاقها المستقبلية ، ننطلق من مجموعة حقائق وثوابت وهى:

    أن هناك أرضية مشتركة وصلبة في علاقاتنا تنطلق من موروث تاريخي بين شعبينا وحكومتينا ، تمتد جذورها لعدة عقود من الزمان.

    أن مواقفنا السياسية تجاه العدد الكبير من القضايا الإقليمية والدولية تكاد تكون متطابقة ، الأمر الذي انعكس على تنسيق جهودنا في المنظمات الإقليمية والدولية ، بما يحقق أهداف بلدينا في عالم يسوده الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية .

    إن التحديات التي تواجه بلدينا في غالبيتها تحديات مشتركة سواء السياسية منها أو الاقتصادية ، كمشكلة الشرق الأوسط والعراق ، وملابسات البرنامج النووي الإيراني ، والإرهاب والمخدرات ، والاستثمار ونقل التكنولوجيا ، والاستفادة من إمكانيات العمل الاقتصادي المشترك .

    إن بلدينا يشهدان معا نموا اقتصاديا سريعا في العديد من القطاعات ، وننعم معا بتراكم رأسمالي كبير ومتنوع مليء بعناصر تحتاجها أية تنمية مستدامة ، فنحن من طرفنا نفتح الفرص أمام الخبرات التكنولوجية المتوفرة لديكم على ضوء النمو الهائل الذي شهده قطاع الالكترونيات ، وتكنولوجيا المعلومات في بلدكم الصديق ، كما ان الاستثمارات الكويتية مؤهلة لان تشارك من خلال القطاع الخاص في هذا الميدان وغيره من ميادين الإنتاج الاقتصادي والصناعي .

    وكنتيجة لهذا الواقع ، فإننا نحتاج الى تسهيل الإجراءات وإزالة العقبات التي تتحكم في تدفق رؤوس الأموال الأجنبية لتشارك في دورة النشاط الاقتصادي في الهند ، كما نشجع نحن المستثمرين الكويتيين بالدخول بقوة الى السوق الهندية الضخمة ، كما نتطلع لإقامة منطقة تجارة حرة بين بلدينا .

    تأتي زيارتنا هذه بعد عام ونصف من الاتفاقية التاريخية التي وقعتها دول مجلس التعاون الخليجي مع الهند لتأسيس شراكة اقتصادية متعددة الأوجه كمقدمة لإطلاق منطقة تجارة بينية حـرة .

    وإيمانا منا بأهمية دور القطاع الخاص في تنمية وتعميق الشراكة الاقتصادية والاستفادة من الإمكانيات المتاحة في بلدينا ، فقد رافقني وفد من ممثلي القطاع الخاص في الكويت يمثل بعض الاهتمامات والأنشطة ، وهو مستعد للالتقاء مع نظرائهم في قطاعات الحكومة لديكم ، والقطاع الخاص لبحث الأفكار والمشاريع والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة تحقيقا لما نصبوا إليه من تعميق للمنفعة الاقتصادية لبلدينا وشعبينا .

    أجدد شكري وتقديري لكم .


    كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في حفل افتتاح الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية يوم الثلاثاء الموافق 30 مايو 2006م


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ،
    وعلى آله وصحبه أجمعين
    أصحــاب المعالــي والسعــادة
    معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
    معالي رئيس البنك الإسلامي للتنميـة
    الضيوف الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    يطيب لي أن أرحب بكم ضيوفاً أعزاء على بلدكم الثاني ، دولة الكويت التي يسعدها استضافة هذا الجمع الكريم ، بما يجسده من تضامن للأمة الإسلامية وتعاون فيما بينها لدفع عملية البناء والتنمية في دولنا لما فيه خير شعوبها وتقدمها.

    لقد جاء إنشاء هذه المؤسسة الرائدة ، البنك الإسلامي للتنمية قبل إحدى وثلاثين عاماً ، تحقيقاً لإحساس الدول الإسلامية بالمسئولية تجاه تنمية شعوبها ورفاهها ، وتقدمها ، وشعوراً منها بأهمية التجمعات الاقتصادية على مستوى المجتمع الدولي وبين المجموعات الإنسانية ، وذلك لتدعيم التعاون فيما بينها ، بغيةَ تعزيز مسيرة التنمية في بلدانها.

    الضيوف الكرام
    لقد آمنت دولة الكويت بالتضامن العربي والإسلامي ، ورأت في الاقتصاد مدخلاً أساسياً لإنجاح ذلك التضامن.

    ولترجمة ذلك ، أنشأت الصندوق الكويتي للتنمية عام 1962م وهذا الصندوق يعتبر مؤسسة رائدة في مجال تقديم المعونات التنموية والاقتصادية إلى الدول العربية والإسلامية والصديقة ، كما شاركت دولة الكويت في تأسيس العديد من المؤسسات التنموية الإقليمية والدولية ، ودعمت كافة المبادرات الخيّرة ، بهدف تخفيف معاناة الإنسان ومكافحة الفقر ، وتوفير فرص التعليم والعلاج في العديد من الدول النامية والفقيرة.

    الضيوف الكرام
    إذا كان القطاع العام ومؤسساتهُ الرسمية ، قد ظلت لسنوات عديدة تقوم بهذا الدور التنموي على خير وجه ، جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية الأخرى ، فإن التجربة العملية قد أكدت لنا أهمية إشراك القطاع الخاص في عملية البناء والتنمية، حيث إن قطاعات حيويةً مثل التعليم والصحة ، وبعض مشاريع البنية الأساسية ، لم تعد مسئولية مطلقةً للدولة أو حكراً عليها ، بل على العكس من ذلك ، فقد وجد القطاع الخاص لنفسه مكاناً بارزاً في توفير تلك الخدمات ، أو المشاركة في تقديمها.

    ونحن في دولة الكويت نؤمن بهذا التوجه ، ونسعى جاهدين لزيادة دور القطاع الخاص في تنفيذ تلك المشاريع ، أو الشراكة في إدارتها ، سواء عبر رأس المال المشترك مع الدولة ، أو من خلال تملكه لبعض المشاريع.

    الضيوف الكرام
    لقد عانت دولنا الإسلامية من أنواع كثيرة من القلاقل والاضطرابات ، وكان لذلك انعكاسه المؤسف على شعوب هذه الدول ، وهو أمر يُحَمّل مؤسساتنا الاقتصادية ، مسئوليةَ مضاعفةِ جهودها لوضع خطط اقتصادية وتنموية ، ملائمة للنهوض بمستويات الحياة المعيشية والتنموية في دولنا العربية والإسلامية ، التي لا يزال بعضها يعاني من آثارها.

    متطلعين إلى المزيد من الإسهامات الفعّالة من قبل البنك الإسلامي للتنمية ، والمؤسسات التنموية الأخرى في الدول الإسلامية ، لتنفيذ تلك الخطط الاقتصادية والتنموية الطموحة.

    أكرر ترحيبي بكم جميعا ، وتمنياتي لمؤتمركم كل النجاح والتوفيق ، للتوصل إلى القرارات المنشودة لتحقيق كل ما تطمح إليه دولنا الإسلامية ، من تطلعاتٍ نحو المزيد من الرفعة والازدهار.



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    كلمــــة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في حفل افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية الخامس وذلك يوم الاثنين الموافق 10 أبريل 2006 م .


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
    معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية
    أبنائي وبناتي رؤساء البعثات الدبلوماسية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
    يأتي انعقاد اجتماعكم هذا و قد فقدنا أميرنا الراحل ووالدنا البار سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه .

    لقد كان الفقيد الكبير احد رجالات الكويت وقادتها العظام الذين أزدان تاريخ الكويت بأعماله الجليلة بما حققه سموه للكويت من انجازات عظيمة على كافة الصُعد المحلية والإقليمية والدولية مما جعلها تحتل مكانتها المرموقة بين الدول والشعوب ، حتى غدت منبراً للحرية والديمقراطية ، ومنبعاً للخير والعطاء ودار أمن وأمان ، وقد تحقق كل ذلك بفضل ما كان يتمتع به سموه رحمه الله من رؤى سياسية ثاقبة ودبلوماسية رفيعة المستوى ، وسعى دؤوب لبناء كويت المستقبل .

    وكان رحيله خسارة فادحة للأمتين العربية والإسلامية وللدول الصديقة ، ضارعين الى الباري تعالى أن يتغمد سموه برحمته ويسكنه فسيح جناته ، كما نسأله أن يديم على صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حفظه الله موفور الصحة والعافية والعمر المديد ليظل والداً للجميع ، مستذكرين في الوقت ذاته سجل سموه الحافل بالمنجزات الكبيرة وعطاءه الوطني المتميز لخدمة وطنه وشعبه .

    أبنائـــي وبناتـــي،،،
    انه لمن دواعي سروري مشاركتكم حفل افتتاح مؤتمركم الخامس والذي درج المسئولون في وزارة الخارجية على تنظيمه منذ سنوات عديدة بهدف استعراض وتقييم مسيرة عملكم الدبلوماسي ونشاطكم السياسي بالدول الشقيقة والصديقة ، لبناء علاقة دبلوماسية متميزة لبلدكم الكويت مع هذه الدول.

    إن عقد هذا المؤتمر يتيح فرصة مناسبة لكم لتبادل الرأي مع إخوانكم المسئولين في وزارة الخارجيـة ، والحوار والتشاور فيما بينكم حول مختلف الأمور ذات العلاقة بالعمل الدبلوماسي والقنصلي، سعيا وراء الارتقاء به من اجل خدمة وطننا العزيز الكويت ، والحفاظ على مصالحه العليا مع الدول الشقيقة والصديقة.

    إن مثل هذه اللقاءات المتجددة هو أمر محمود ومطلوب بذات الوقت بغية رسم إستراتيجية نشطة للعمل الدبلوماسي الكويتي ، يواكب التطورات التي يشهدها العالم ، لتظل الكويت مستمرة في دورها السياسي النشط الذي عرفت به دائما على المستويين الإقليمي والدولي.

    أبنائـــي وبناتـــي
    إن بلدنا العزيز ليس بمعزل عما يحدث في العالم من تطورات وتغيرات متلاحقة ، ندرك جميعا حجم تأثيراتها على حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولعله من حسن الطالع أن يأتي لقاؤكم هذا وقد تمت نقله نوعية كبيرة في مسيرتنا الديمقراطية وذلك بإقرار الحقوق السياسية الكاملة للمرأة الكويتية ، تحقيقا للرغبة السامية لفقيد الوطن الغالي أميرنا الراحل طيب الله ثراه ، وتقديرا لسموه للدور الكبير الذي لعبته المرأة الكويتية في بناء الوطن ورفعة شأنه ولقد تابعنا بالأمس القريب المشاركة الفعلية للمرأة في الترشيح والانتخاب لعضوية المجلس البلدي وتحقيقها لمراكز متقدمة في هذه الانتخابات وهو أمر يبعث على الفخر والاعتزاز حيث أن هذه المشاركة تسهم في إثراء مسيرة بلدنا الديمقراطية وتأصيلها.

    أبنائـــي وبناتـــي
    أتاحت التطورات الايجابية على الصعيدين الإقليمي والدولي لنا فرصة لإعادة بناء مقومات اقتصادنا الوطني ، وتحديث مجتمعنا لمواكبة العصر ، من خلال رؤية طموحة طويلة المدى لبناء الكويت كمركز مالي وتجاري حديث في هذه المنطقة الحيوية التي تعج بالمتغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة.

    إن الغاية من هذه الإستراتيجية هو نقل واقعنا الاقتصادي القائم على الاعتماد شبه الكامل على النفط ، إلى اقتصاد تتنوع فيه مصادر الدخل والنشاطات الاقتصادية ، وتُستغل فيه طاقات أبنائنا الإبداعية لتتفاعل مع هذه التطورات الايجابية في الاقتصاد العالمي لخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة لشبابنا ، وتحقيق الرخاء للمواطنين والتنمية للوطن على أسس مستدامة ، وبما يكفل فرص العيش الكريم لأجيالنا القادمة .

    لقد جاء تبني وزارة الخارجية لمفهوم الدبلوماسية الاقتصادية ليمثل خطوة أساسية في سبيل الوصول الى هذه الغاية ، كما أن ذلك يضع عليكم مسئولية كبيرة في شرح أبعاد هذه النقلة الاقتصادية والتنموية وأهدافها للرأي العام في الدول الشقيقة والصديقة ، وإبراز ما اتخذته الحكومة من خطوات قانونية وتشريعية هامة تهدف الى إتاحة الفرص الاستثمارية والتجارية للقطاع الخاص وللمستثمرين الاجانب ونقل ما لدى هذه الدول من خبرات فنية وتكنولوجية للاستفادة منها في تنفيذ الخطط التنموية في البلاد.

    أبنائـــي وبناتـــي،،،
    على الرغم من ثورة المعلومات والتكنولوجيا المصاحبة لها فإن كل ذلك لم يلغ دور العمل الدبلوماسي وحيويته وتأثيره على العلاقات الدولية ، بما في ذلك الدور الذي كان وسيظل يلعبه الدبلوماسيون في بناء هذه العلاقات وتطويرها بين الدول والشعوب ، من هنا ، فإن مسئولياتكم كممثلين لدولة الكويت في العديد من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية تتعاضم أيضا في شرح ما يسن من تشريعات تتخذها الكويت في مجالات احترام حقوق الإنسان ، والعمالة ، وغيرها من التشريعات والإجراءات القانونية الأخرى التي تحفظ حقوق كل من يعيش على أرض الكويت الطيبة.

    أبنائـــي وبناتـــي،،،
    أعرف أنكم تؤدون مهامكم الآن في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد ، حيث لم تمر على العالم فترة أدق من هذه الفترة التي بدأ بها القرن الجديد ، وخاصة الأحداث الجارية في منطقتنا فهي أحداث مستجدة وغير معتادة.

    ومن هنا فإن ذلك يحتم على كل منكم مسئولية مضاعفة بحكم طبيعة عملكم خلال هذه المرحلة الهامة والحساسة كممثلين لوطنكم الكويت لبذل جهدٍ غير معتاد. ولا نشك في أن كلاً منكم يدرك بحكم عمله طبيعة هذه المرحلة وحساسية المهمة التي يؤديها ممثلا لوطنه .

    أبنائـــي وبناتـــي
    إننا نتطلع بكل أمل وثقة ، وكما عودتمونا دائما إلى العمل الجاد والمخلص لإبراز وجه الكويت المشرق ومواقفها المُشَرَّفةً في القضايا الإقليمية والدولية .

    سائلين المولى تعالى أن يوفقكم لما فيه خير ورفعة شأن وطنكم الكويت مع تمنياتنا لمؤتمركم بالنجاح والتوفيق.



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،



    كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في مؤتمر القمة العربية الثامنة عشر المنعقدة في جمهورية السودان الشقيقة خلال الفترة من 28 الى 29 مارس 2006.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين.

    فخامـة الأخ الرئيـس عمـر حسـن البشيـر رئيـس جمهوريـة السـودان الشقيقـة

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،،،،
    أصحـــاب المعالــــي ،،،،،،،،،،
    معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية
    الســادة أعضــاء الوفــود ،،،،،،

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    تنعقد قِمَّتُنا اليوم على أرض السودان العزيزة على قلوبنا جميعـا ، وفي ركن أساسي من أركان منظومتنا العربية وكلنا أمل بأن تتكلل أعمالنا بالنجاح والتوفيق في تحقيق مقاصدنا التي نسعى لها جميعا لرفعة وعزة شأن أمتنا العربية وتحقيق ما ننشده من رفاه ورخاء لشعوبنا العربية .

    مغتنمين هذه المناسبة لتقديم الشكر والتقدير لجمهورية السودان الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا لاستضافتها هذه القمة ، ومشيدين بالجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها فخامة الأخ الرئيس عمر حسن البشير لتوفير أسباب النجاح لها كما أتوجه بالشكر والتقدير لفخامة الأخ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه رئيس الجمهورية الجزائرية الشقيقة على جهوده المخلصة أثناء رئاسته أعمال قمتنا السابقة .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    لقد فقدت دولة الكويت وشعبها كما فقدت أمّتَانَا العربية والإسلامية أحد قادتها الكبار المغفور له بإذن الله تعالى سيدي صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ، الذي قدم خلال مسيرة حياته الحافلة العديد من نماذج البذل والعطاء في سبيل بناء صرح عربي مترابط ومتعاون ، يمتلك أسباب النهوض والقدرة على تحقيق تطلعات شعوبه .

    ولقد كانت مبادرات سموه رحمه الله في دعم العمل العربي المشترك وفتح آفاق جديدة له محل تقدير الجميع . كما كانت لسموه إسهامات فعالة في إنشاء منظومة خليجية هي مجلس التعاون لدول الخليج العربية يكون سنداً وعوناً لمنظومتنـا العربيـة التـي حـرص رحمه الله دائمـا علـى دعمهـا وتعزيزهـا ، كما سعى سموه الى إيجاد مؤسسات مالية تدعم التنمية في الدول العربية ، وإنشاء مؤسسات عديدة تهتم بالعلم والثقافة ونشرها في الأقطار العربيـة تغمده الله تعالي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    تنعقد هذه القِمَّة في ظل ظروف وتحديات تعيشها أمتنا العربية هي غاية في الدقة والأهمية ، على المستويين الإقليمي والدولي ، مما يتحتم علينا أن نتعامل معها على قدر كبير من المسئولية والحنكة ، بعيداً عن المغالاة والتهويل وإلقاء اللوم فيما آل إليه حال امتنا على الآخرين .

    إن قراراتنا يجب أن تتسم بالواقعية والموضوعية وإمكانية التطبيق ، وان تتعامل مع الأحداث انطلاقا من الإمكانات المتاحة لنا. كما ويتطلب ذلك السعي الدؤوب لحل المشاكل القائمة في أقطارنا والانطلاق من أرضية الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة .

    إن بلادي ترى أهمية العمل على إكمال مسيرة تطوير منظومة العمل العربي المشترك والخطوات التي بدأت لتفعيل جامعة الدول العربية وتطوير بنائها المؤسسي ، والتي نتج عنها حتى الآن عدد من التعديلات والأجهزة الهامة والحيوية كإقرار آلية التصويت ، وإنشاء هيئة متابعة تنفيذ القرارات ، وتطوير عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، ودعم عمل وأنشطة البرلمان العربي الانتقالي والذي تشرَفْت بلادي بأن تكون رئاسته لأحد أبنائها ، وخلق قنوات للتعاون من خلال المباشرة باتخاذ خطوات تنفيذية لتطبيق روح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ، والعمل على تحرير تجارة الخدمات وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية العربية ، بما يعزز دور القطاع الخاص ورفع مستوى معيشة المواطن العربي ، والتأكيد على نهج الإصلاح والتطوير داخل مجتمعاتنا في شتى الميادين من منطلق أن نجاح أي منظومة هو انعكاس لنجاح وتطور أعضائها .

    وفي هذا الصدد أود التأكيد على استمرار دولة الكويت في مسيرة الإصلاح ، وخاصة فيما يتعلق بتفعيل مواد الدستور وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير .

    إن شعوبنا تتطلع الى هذه القِمَّةِ بكثير من التفاؤل والخروج بقرارات تكون على مستـوى آمالها وطموحاتهـا .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    لقد تابعنا باهتمام إجراءات الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي التي تمت في شهر أكتوبر عام 2005 ، وكذلك الانتخابات النيابية العراقية التي تمت في شهر ديسمبر من العام نفسه.

    ونحن على ثقة بأن الشعب العراقي يسير قدما نحو تحقيق تطلعاته وتقرير مصيره السياسي بخطوات ثابتة وواثقة لاستكمال العملية السياسية ، وتمكينه من العودة إلى أسرته الدولية ليساهم بشكل ايجابي وفاعل في ترسيخ أمن واستقرار المنطقة متمنين له كل التوفيق والسداد لتشكيل حكومته الوطنية الجديدة.

    إننا ندين وبشدة ما يحدث في العراق من أعمال إرهابية ، والتي راح ضحيتها العديد من أبنـاء العراق ، كما ندين وبشكل خاص تلك الأعمال التي تستهدف دور العبادة والمساجد ، وندعو أبناء الشعب العراقي الى وحدة الصف وعدم السماح لهذه الأعمال بالمساس بأمن العراق واستقراره . وفي هذا المجال أشير الى أن بلادي قدمت الدعـم المالي للمساهمة في إصلاح دور العبادة والمساجد التي تعرضت مؤخرا للتخريب على أيدي العصبة الآثمة .

    إن بلادي ترحب بكل الجهود العربية والدولية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق ، ودعم استكماله خطوات العملية السياسية ، وتأتي في مقدمة ذلك ما تقوم به الجامعة العربية من دور لتهيئة تحقيق الظروف المناسبة لعقد مؤتمر الوفاق العراقـي ، وتواجد بعثة للجامعة العربية في بغداد.

    كما تطالب دولة الكويت بمواصلة الجهود المبذولة للكشف عن مصير من تبقى من الأسرى والمفقودين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الأخرى ، واستكمال سير العدالة بحق من ارتكب جرائم بحقهم من أعضاء النظام السابق وعدم توفير ملاذ آمن لهم .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    إن دولة الكويت تعرب عن مباركتها للأشقاء في فلسطين على نجاح العملية الانتخابية التي شهد لها العالم اجمع بمصداقيتها ، والتي أثبتت بان الشعب الفلسطيني قادر على ممارسة الديمقراطية في أصعب الظروف .

    كما نبارك للحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة السيد إسماعيل هنيه ، متمنين لها التوفيق والنجاح في أداء المهام الجسيمة الملقاة على عاتقها في المرحلة المقبلة .

    إن تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة لا يتم إلا عن طريق الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وتطبيق خارطة الطريق ، والمبادرة العربية للسلام ، وتكثيف الجهود من خلال اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي .

    مؤكدين بهذا الصدد على أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 بما في ذلك الجولان السوري وبقية الأراضي اللبنانية ، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .

    كما أن دولة الكويت تشيد بالجهود التي بذلتها الحكومة السودانية لحل الأزمة في إقليم دارفور بغرب السودان وتناشد المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود للمساعدة في حل هذه الأزمة من أجل تحقيق الأمن والسلام للشعب السوداني الشقيق .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    إن ما نشرته بعض الصحف الغربية من رسوم مسيئة الى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسـلام ، يجعلنا نطالب بوقفة دولية جادة لوضع تشريعات وقرارات يمكن من خلالها تحديد الخط الفاصل بين حرية الرأي والتعبير ، وبين الاستفزاز والتطاول على الأديان والمعتقدات .

    إن تفهم الآخرين واحترام ثقافاتهم ومعتقداتهم ، ونبذ التطرف والحقد والكراهية والعنصرية ، هو السبيل الأنجع لسد الذرائع أمام من يحاولون استغلال تلك الأحداث لتنفيذ مآربهم الإرهابية ، مما يستوجب معه العمل على تظافر الجهود والتعامل الكامل من خلال تحرك جماعي لمعالجة جذور ظاهرة الإرهاب والأسباب التي أدت إليها وعدم الاكتفاء بالتعامل مع نتائجها .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    إننا في حاجة ماسة لتوظيف جميع طاقاتنا نحو التطوير والتنمية والعمل المشترك ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال العمل في جو يظلله الهدوء والسلام والاستقرار . ومن هذا المنطلق تؤكد دولة الكويت على أهمية العمل على جعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل ، وضرورة انضمام إسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، وإخضاع كافة منشآتها لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية .

    أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
    وفي الختام لا يسعني إلا أن اكرر الشكر وعظيم الامتنان لجمهورية السودان الشقيقة على ما أحاطتنا به من عناية وكرم ضيافة ، متمنين لها كل التقدم والرخاء تحت القيادة الحكيمة والرشيدة لفخامة الرئيس عمر حسن البشير .



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،





    كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى المواطنين الكرام بمناسبة انتهاء فترة الحداد، والعيد الوطني ،وذكرى التحرير الموافق السبت 25/2/2006.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    " إنَّ الذين قالُوا ربُّنا اللهُ ثم اسْتقامُوا تَتَنَزَّلُ عليهمُ الملائكة ألاَّ تخافُوا ولا تحزَنُوا وأبْشِرُوا بالجنَّةِ التي كنتم توعَدُون "
    صدق الله العظيم




    الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والدوام ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

    إخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
    لقد مضى أربعون يوماً منذ أن فقدنا جميعاً والدنا وأميرنا الراحل سيدي حضرة صاحب السموَّ الشيخ جابر الأحمد الجابر الصَّباح رحمهُ الله رحمـةً واسعـة وطيب ثراه.

    إننا ونحن نستذكر ذكراه العطرة التي لم ولن تغيب عنا أبداً ، فإننا نستذكر سموه بكل الإجلال والتقدير قائداً فذاً ورائداً متميزاً قاد عملية التحديث والتنمية والنهضة الشاملة التي شهدها وطننا العزيز على مدى عهد سموه الزاهر ، وتحقق خلالها العديد من الانجازات التي يفخر بها الوطن في مختلف الميادين والمجالات ، انطلاقاً من إيمان سموه بأن قوة الوطن تكمن في الأخذ بأسباب العلم ومنجزاته العقلية والتكنولوجية وتسخير ذلك لعملية التنمية والبناء والتطوير . وبهذا التصور كان سموه رحمه الله كبيراً في رؤيته ، عميقاً في نظرته نحو وطنه ومواطنيه . ولن ننسى قيادة سموه التاريخية للكويت ولاسيما في ظل الظروف الصعبة التي مر بها الوطن العزيز والتي تمكن سموه رحمه الله بتوفيق الله تعالى وبما عُرف عن سموه من حكمة وبُعد نظر من تجاوز هذه العقبات والصعاب والوصول بسفينة الكويت إلى شاطئ الأمان الذي ننعم به الآن.

    أيها الإخوة والأخوات
    إننا نوجه أيضاً تحية تقدير وإعزاز لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي تحدَّى الصعاب في بسالة نادرة ثم خاض معركة التعمير كما خاض معركة التحرير والتي ستظل مآثره محفورة دائماً في سجل تاريخ وطننا الخالد . حفظ الله سموه وأدام عليه موفور الصحةِ والعافية والعمر المديد.

    أيها الإخوة والأخوات
    حين نلتقي اليوم ، بعْدَ أربعين يوماً من رحيل أميرنا ووالدنا سيدي صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ، فإننا نلتقي مع إشارات عميقة الدلالة ، حيث تزامنت هذه الذكرى الأربعين مع ذكرى التحرير ومع عيدنا الوطني المجيد ، وكأنما يتعانق التاريخ وصناع التاريخ ليظلا متلازمين في وجدان وطننا الغالي.

    وهنا أيها الإخوة والأخوات إشارة مهمةٌ أخرَى إلى أن أجل أشكال التكريم لقادتنا الكبار ، هي أن نَستلهِم نَهْجَهم في الإصلاح والتضحية ، وفي صناعة النهضة وتحقيق التنمية الشاملة ، وفي حماية الهوية الأصيلةِ من الذَّوبَان تحتَ إغراء الشَّعارات ، وعلينا أن لا ننسْى أبداً ما كان يوليه دائماً أميرنا الراحل من اهتمام خاص لقضية الإنسان الكويتيَّ ، ووسائل حمايته وتنميته.

    ومن هنا يكتسبُ التحرير أيها الإخوة والأخوات معنىً جديداً ذو قيَّمةً وجدوى ، إذ يُصبح التحريرً عمليةً مُستَدَامةً ، وحمايةً مستمرةً تحفظنا من التفريط في الثوابت ، وتكريس كل الجهود والقدرات والإمكانات للنهوض بوطننا العزيز والرقي به إلى أعلى مراتب التقدم والنماء.

    وهذا أيها الإخوة والأخوات ، المعنى العميق للاحتفاء بقادتنا العظام ، وهو البرهان التطبيقيّ على حبنـا لهـم ، ووفائنا لذكراهم ، وبذلك يتحتم علينا أن نكمل المسيرةَ المباركة التي انطلق بها سمو أميرنا الراحل طيب الله ثراه ، وأن نحققَ من طموحاته ، ما كان يتمناه في حياته ، سواء على مستوى وطنه ، أو أمتـه ، أو على مستوى العالم.

    وليس من شكٍ ، أيها الإخوة والأخوات ، في أن مفتاح الأمر مرهون بتماسُك جبهتنا الداخلية وتعزيز وحدتنا الوطنية وتوحدها صفاً قوياً يُظِلُّه قانون يحترمه الجميع ، ثم نمضي بكل آمل وتفاؤل نحو تطلعاتنا المستقبلية ، وبناء علاقاتنا على ضـوء ثوابتنا ، وفي تفاعلٍ مستنيرٍ وواعٍٍ ، مع المتغيرات التي يموج بها العالم.

    وعلينا خلال ذلك التركيز على تربية أبنائنا ، وغرسَ قيم الوفاء والإخلاص للوطن وتقدير قيمة العمل والوقت ، والتأكيد على أن قيمةَ كل إنسان تقاسُ بمقدار ما يُتْقِنُه من مهـاراتٍ وخبرات ، وبما يقدمه من خدمات وتضحيات لوطنه .

    ليس العيد الوطني أو التحرير أيها الإخوة والأخوات يوماً لمظاهر الاحتفال والأضواء والبهجة ، بل هو قبل ذلك وبعده ، يوماً للوقفة مع النفسِ ، وقياسِ درجة الالتزام، ومدى ما قدَّم كلَّ منا لأهله ووطنه وأمته ، وما يتحتَّمُ عليه أن يقدمه في مستقبله من عطاء يفتخر به ويزدهر به وطنه.


    " ربَّنا آتِناَ من لدنْكَ رحمةً وهيَّئْ لنا من أَمْرِنَا رَشَدَا "

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،



    الكلمة التي وجهها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للمواطنين بتاريخ 30/1/2006.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    " ربِ اشرح لي صدري ويسر لي أمري "
    إخواني وأبناء وطني
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله الذي تفضل على هذا البلد الطيب ، فوفّق أهله أن يكونوا صفاً كأنهم بنيان مرصوص ، وأصلي وأسلم على نبي الهدى الذي علمنا أن سلامة الجماعة إنما تمكن في وحدتها ، وأن قوتها إنما تكمن في تماسكها.

    بني وطني
    أحييكم تحية الإخاء ، وأتحدث إليكم حديث القلب للقلب . لقد جمعتنا القلوب قبل أن تجمعنا الدروب . فأصبحنا كتلة واحدة متراصة متماسكة ، وليس هناك دليل على ذلك أقوى من تلك المشاعر الفياضة التي عبّرنا عنها جميعاً يوم ودّعنا أميرنا وقائد مسيرتنا ، والأب الذي وضعنا على الطريق السليم ، أميرنا الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه ، وأسكنه جنات النعيم ، لقد عرفه كل كويتي على هذه الأرض قلباً كبيراً ، وبصيرة نافذة ، ويداً خيّرة ، وَفُقْدُهُ بالنسبة لكل فرد منا خسارة فادحة جعلتنا كتلة من الحزن والأسى . فقد كان القائد الحكيم والأب الرحيم ، حمل الأمانة وقام بأعبائها خير قيام . جَعَل عمره كله فترة عمل متواصلة ، وكرس فكره كُلهُ من أجل الكويت . ولقد سَنّ لنا السنة الحميدة ، ورسم لنا الطريق الصحيح ، وضرب لنا المثل الأعلى في الإخلاص في العمل والوفاء للوطن ، والحكمة في معالجة الأمور ، والصبر على الشدائد والمحن ، والإصرار على تحقيق الطموحات والأهداف ، رحمة الله رحمة واسعة.

    بني وطني
    وإذا كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى قد قضت للكويت بأن تفقد قائدها في مرحلةٍ حافلة بالتطورات ، فإن الشعب الكويت الوفي لا ينسى رجلاً عظيماً وقف إلى جوار أخيه جابر الأحمد ، وكان ساعده الأيمن في صناعة نهضة الكويت ، هو صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح . فقد رأيناه في الخَطْبِ الجليل قائداً حكيماً ، وعقلاً كبيراً ، وإرادة صُلْبة ، كل ذلك في حكمة وحِلم ، لا تستفزه الأحداث . وإذا كانت الظروف الصحية قد حالت بينه وبين مواقع العمل الوطني الذي أحبه ، فقد كَفَلْت له أعمالهُ المضيئة موقع الشرف والتكريم في سجل هذا الوطن الغالي ، وفي كل قلبٍ عرفه وأحبه ، رجلاً من أعز الرجال وأكرمهم ، وواحداً من صناع تاريخ الكويت الحديث.

    بني وطني
    إنني اليوم لَأعَدُكم على حمل الأمانة وتولي المسئولية والسير بها قُدُماً على طريق أسلافنا العظام مستنيراً بحكمتهم ورُؤَاهم ، إن الثقة التي عبرتم عنها بشخصي ـ وأنا واحد منكم ـ لا يمكن أن أبادلكم عنها بالشكر فقط ، وإنما بالعمل من أجل الكويت ومن أجلكم ، فأنتم شيباً وشباباً ، رجالاً ونساءً ـ أنتم لَبِنات هذا الوطن التي يتكون منها البناء الشامخ الرصين الذي يواجه الأحداث بكل متغيراتها . إن البلدان والدول بشعوبها وأبنائها ، فإن كانوا أقوياء كانت الدول والبلدان قوية مكينة صامدة ، وشعب الكويت الذي ضرب مثلاً مُشّرِفاً للوعي المستنير ، كان شعباً قوياً طوال تاريخه ، فقد صمد للتحديات والمتغيرات ، وعمل على أن تكون للكويت ـ على صغرها ـ مكانة بارزة ووجوداً حيوياً ثابتاً . فقد تعلق بأرضه وأحب وطنه ، فالكويت هي التاج الذي على رؤوسنا ، وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا ، فليس في القلب والفؤاد شئ غير الكويت ، وليس هناك حب أعظم من حب الكويت ، الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزَاتنا.

    هذه هي الكويت التي أطلب منكم اليوم أن نكون جميعاً لها جنوداً ، ودرعاً حصيناً نحميها ونصونها كما حماها وصانها آباؤنا وأجدادنا . فنحن نبدأ عصراً جديداً نتطلع فيه بلهفة وشوق إلى تحقيق كل طموحاتنا وآمالنا في خلق دولة عصرية حديثة مزودة بالعلم والمعرفة ، يسودها التعاون والإخاء والمحبة بين سكانها ، ويتمتعون جميعهم بالمساواة في الحقوق والواجبات ، والمحافظة على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير لا فرق بين رجال ونساء ، فهم جميعاً سواسية أمام القانون ، وعلى كاهلهم تقع مسؤولية خدمة الوطن والنهوض به.

    بني وطني
    لا يمكن أن ينجح القائد في مهمته إلا بتعاون شعبه تعاوناً حقيقياً . وإنني لأتطلع إليكم مليء الثقة أن نضع أيدينا مجتمعة لبدء عصر جديد من العمل الجاد . لقد كنا طوال السنين نصبو بتلهفٍ وشوقٍ إلى وطـن مثالـي يسـوده النظـام ، ويعمل أهله بإخلاص للنهوض به ـ كما نشاهد ونرى في البلدان المتقدمة الأخرى.

    وها أنا اليوم أقول لكم إن هذه مشاعري ، وهذا هو رجائي وأملي فلنعمل جميعاً على تحقيق هذا الحلم الذي نهفو إليه.

    نحن نتطلع إلى وطن متقدم في شتى المجالات ، يعمل أهله بإخلاص ووفاء ، يجعلون مصلحة الوطن قبل مصلحتهم ، ويتجاهلون منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع ، يحرصون على مصلحة الوطن وممتلكاته ومنجزاته ، ويُثْرُونه بالعمل والإنتاج والحفاظ على الوقت والثروة ، ويحترمون القانون والنظام . وإنني لواثق تماماً أننا جميعاً ـ مسؤولين وغير مسؤولين ـ إنْ وّطَدْنا العزم على تحقيق ذلك ، فسيكون وطنُنُا مزدهراً ، وحياتنا سعيدة ، وسنضرب مثلاً للآخرين بأننا شعب يحب العمل والإنتاج ، وإثراء الحياة.

    ولعلي هنا أجدها مناسبةً سانحة للإشادة بدور صحافتنا المحلية البناء والمتميز في تناولها وتغطيتها للتجربة الدقيقة التي مرت بها البلاد وما أتسمت به من حكمة واتزان وروح المسئولية ، انطلاقا من حرصها على المصلحة العليا للوطن ، فكانت كما عهدناها عند حسن الظن ومحل التقدير.

    إن الكويت أيها الإخوة ـ أبناء وطني ، تنتظر منا الكثير ، فلقد سبقتنا شعوب وبلدان ليس لها من الإمكانات ما لدينا ، وعلينا أن لا نظل كما نحن ، واجبنا أن نُحّول الكويت إلى بؤرة من العمل الجاد ، والأهم أن نثمن الوقت ، وأن ندرك أن الوقت ثروة كبيرة يجب أن لا تضيـع سُدى.

    فننطلق أيها الإخوة إلى العمل ، إلى كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار إلى الأمام في زمن لا يعـرف التوقـف أو الانتظار. لنسير على بركة الله ، بهدى من كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم.

    " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
    صدق الله العظيم


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،



    النطق السامي الذي تلاه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في مجلس الأمة بتاريخ 29/1/2006.


    بسم الله الرحمن الرحيم


    "مِنَ المؤمنين رجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم مَن قَضَى نَحبَهُ، ومِنهُم مَن يَنتَظِرُ وما بَدّلوا تبديلاً"
    صدق الله العظيم


    إخواني رئيس وأعضاء مجلس الأمة المحترمين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نلتقي اليوم في وحشة الغياب ومرارته ، بقلوب عامرةً بالإيمان بقضاء الله وقدره ، يجمعنا حب قاطع لفقيدنا الراحل الكبير صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح ، رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه ، أمير عادل وربّان حكيم ، وقائد من طراز فريد ، قلّما جاد الزمان بمثله ، زاهد في متع الدنيا ، مخلص في حب وطنه ، وهو القائل : "الكويت هي الوجود الثابت ، ونحن الوجود العابر".

    فقيدنا العزيز رحمه الله ، رجل الإيمان الصادق وداعية الوسيطة والاعتدال ، ومالك الرؤية الثاقبة ، صاحب الفكر المؤسسي ، وباني نهضة الكويت الحديثة ، سنيد الحرية والديمقراطية ، وداعم العلم والإبداع والمعرفة ، جامع الأصالة والمعاصرة.

    فقيدنا الغالي رحمه الله ، سبّاق الرؤى والمبادرات التي انفردت بها الكويت ، فاكتسبتها المكانة المرموقة التي تستحق في محيطها والعالم ، صاحب الأيادي البيضاء والمواقف المشهودة في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية وقضايا العالم العادلة.

    إنه الرجل الذي وضع الكويت في عينه وعقله ووجدانه ، وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الكويتيين ، رمزاً تاريخياً ، ونبراساً هادياً بمكارمه وسجاياه ، ونحن على عهده باقون ، وندعوك اللهم أن تلهمنا صبر المؤمنين وأن تجعل لنا من أمرنا رشدا ، يا رب العالمين.

    إخواني وأبناء وطني الأحباء
    إن الثقة الغالية التي أوليتموني إياها ، هي شرف الأمانة التي أحمل في عنقي ، وقدسية الوسام الذي أفاخر به على صدري ، والقسم العظيم على التفاني في حب الكويت وأهلها المخلصين الأوفياء ، الذين ضربوا بمواقفهم المسئولة ، المثل الرائع في إعلاء مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ، ونحمد الله تعالى على تلاحم وحيوية أهلها ، وحرصهم على إرثهم الغني بالحكمة والشهامة والتجربة الرائدة في العمل الدستوري ، والممارسة الديمقراطية الواعية.

    وفي هذا المقام ، أتقدم باسمي وباسمكم ، وباسم أهل الكويت جميعاً برسالة حب وتقدير ووفاء لأخي صاحب السمو الشيخ / سعد العبدالله السالم الصباح ، الرجل المُعطاء لبلده من وقته وجهده وصحته، والبطل الذي زادته جراح الغزو الغادر قوة ومناعة وإصراراً على متابعة مسيرة النضال حتى التحرير وإعادة البناء والتعمير ، رفيق الدرب لصاحب السمو الأمير الراحل رحمه الله ، وشريكه في السرّاء والضرّاء ، صاحب المكانة العالية في نفوسنا جميعاً ، ومالك القلب الكبير والشخصية المستقرة في قلوب الكويتيين ، التي لم تكن لتستكين وتهدأ لولا حاجة صاحبها إلى الراحة ، إنه قدر الله يسبق الجميع ، وما شاء فعل ، وسيبقى تاريخ الكويت نابضاً بذاكرها العطرة ، ومآثرها الحية.

    لقد شهدت الكويت خلال الأيام الماضية تجربة دقيقة ، حسمت بها أمراً بالغ الأهمية ، ولئن صاحب تلك التجربة شيء من الألم والقلق، إلا أنها في محصلتها ذات وجه إيجابي ناصع ، يمثل علامة صحة ، وانتصاراً للنهج الديمقراطي الذي ارتضاه الكويتيون ، وتكريساً حياً للشرعية الدستورية ، مما جعل هذه التجربة موضع إشادة وتقدير العالم اجمع.

    يحسب للشعب الكويتي الأبي ما أبداه من مشاعر الولاء والإخلاص والوفاء لوطنه ولرموزه الوطنية ، وتجسيده التلقائي للوحدة الوطنية المعهودة ، ويحسب كذلك لمجلس الأمة الموقر ـ رئيساً وأعضاءً ـ بما اتسمت به خطواته الحكيمة من وعي ورؤية وممارسة راقية ، وتغليب المصلحة الوطنية العليا ، وذلك في إطار نظامنا الدستوري الراسخ ، كما يحسب أيضاً للأسرة الحاكمة ما أكدته من حرص على وحدة الصف والكلمة ، والتزام بثوابت الكويت الوطنية ، مثمنين أيضاً بالتقدير الدور البنّاء لصحافتنا المحلية وما أظهرته من حرص وإدراك لمصلحة وطننا الكويت لدى تناولها ومتابعتها لتلك التجربة.

    إنها الكويت ، وأهل الكويت ، بما عُرف عنها وعنهم من خصوصية متفردة أرسى دعائمها الأولون ، وتعززت واستقرت عبر الأجيال المتعاقبة ، ويحق لكل كويتي أن يعتز بها ويفخر.

    أيها الأخوة الأفاضل
    بكم ومعكم ومؤازرة أبناء الكويت جميعاً نبدأ كتابة صفحة جديدة في تاريخنا المعاصر ، ونحن نتطلع إلى غد واعد بإذن الله ، سائرون على خطى راحلنا الكبير رحمه الله ثمرة تجربة نستلهم منها الهدى والرشاد.

    إن الآمال والطموحات كثيرة ، والتحديات كبيرة ، وعالمنا يموج بالتطورات والمتغيرات التي لا نملك الخروج عن دائرة ظلالها وتداعياتها ، كما لا يخفي ما تشهده ساحتنا الإقليمية من مظاهر التوتر وعدم الاستقرار ، مما يضعنا جميعاً في صلب مواجهة حقيقية لتحدياتنا.

    وعلينا أن ندرك بأن التعاون الايجابي المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية قدر حتمي لتحقيق النقلة النوعية نحو التغيير والإصلاح ، ودفع مسيرة البناء والتنمية إلى الأمام ، وبأن الإرادة الوطنية الواعية سبيلنا إلى الإمساك بكافة مقومات النجاح والإبداع والتميز والتحلي بالمزيد من رحابة الصدر وتقبل الرأي الآخر ، والتزام الموضوعية في مختلف الظروف والأحوال ، وتغليب الصالح العام ، ونبذ التحزب والأهواء الطائفية والقبلية والفئوية الضيقة ، لتبقى الكويت دائماً هي الرابح الأول والأكبر.

    وإنني على ثقة كاملة ، وبتوفيق من العلي القدير ، واهتداء بمبادئ ديننا الحنيف وشريعته السمحاء ، وتمسكاً بنهج ودأب من سبقنا، وبتصميم لا يقبل ترف الإخفاق والتراجع ، سنحقق بإذنه تعالى مجد الكويت الغالية ، فيما نصبوا إليه من عزة وتقدم وازدهار.

    والله نسأل أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان ، ويكون لنا خير سند ومعين على حمل الأمانة ، تيمناً بقوله سبحانه وتعالى:

    "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا"
    صدق الله العظيم


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،







  • #2
    حفظ الله سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

    وشكرا جزيلا اخي الكريم كويتي ع المجهود المميز





    sigpic

    تعليق


    • #3
      حفظ لله الشيخ صباح الاحمد و وسدد على طريق الخير خطاه

      تعليق


      • #4
        [align=center]

        أهلي و أبناء وطني ،،،

        إن الكويت هي الوطن و الوجود و البقاء و الاستمـــــرار ، و علينا أن نكرس حياتنا من أجلها ، و أن نكون قلباً واحداً في السراء و الضراء ، و أن نكون قلباً واحداً في السراء و الضراء ، و أن نحميها و نصونها ، و أن لا نجعل المنافع الذاتية و المصــــــالح الشخصية تملأ تفكيرنــــا و تسيطر على عقولنا ، و أن تغمر نفوسنا المحبة و التآلف ، و أن نحسن الظن ببعضنا البعض ، فديننا الإسلامي الحنيف دين وسطية و محبة و تآخي و تسامح ، يحث على احترام الرأي ، و سماع الرأي الآخر من أجل تلاقيهمـــا لصالح خدمة الوطن و الشعب ، فكلنا على مختلف مسئولياتنا و أعمـــــالنا أبنـــاء وطن واحد ، أبناء الكويت التي نعمل من أجلها .

        عسى الله يحفظ لنا ديرتنا واميرنا وقائد مسيرتنا وولي عهده الامين
        من كل مكروه
        شكرا اخوي على هالموضوع الجميل
        [/align]
        عندما كانت الكويت بيوتاً
        غافياتٍ في حضن سورٍ حنونِ

        كان أبناؤها يغنون صوتاً
        عربياً يهز ليل السكونِ


        تعليق


        • #5

          و اذكروا أن الكويت بسمة على شفاه الأبناء ، و أمل في صدور الشباب ، و دعـــاء خالص تلهج به قلوب الآباء و الأمهات فاحفظوا البسمة و الأمل بالحكمة و العمل الجاد و التعاون الصادق من أجل مصلحة الكويت



          مما راق لي

          شكرا لك



          [align=center][/align]

          تعليق


          • #6
            فدييييييييته صاحب السمو اميرنا الشيخ صباح الاحمد الصباح ويسدد خطاه ويعينه ويبعد عنه وعن ديرتنا كل فتن وكل شر
            يسلموووكويتي
            sigpic
            __________________
            تموت الأسود في الغابات جوعاً& ولـحـم الـضـأن تـأكـلـه الـكــلاب
            وعـبـد قــد يـنــام عـلــى حـريــرٍ& وذو نـســبٍ مـفـارشـه الـتــراب

            تعليق


            • #7
              مشكور أخوي كويتي على هذا المجهود الواضح بالموضوع
              شكراً على اختيارك الجميل والمفيد
              تحياتي لك

              تعليق


              • #8
                موضوع جدا مفيد
                جزاك الله خير

                تعليق

                يعمل...
                X